لا يستطيع أحد ان يمتطي ظهرك الا اذا وجده منحنياً قفزت الي ذهني هذه المقولة وانا اتابع مجريات الهالة الاعلامية المرسومة بعناية وتلك الجحافل التي تتوافد علي دولة الكويت لحضور ما يسمي بمؤتمر مانحي الشرق بدولة الكويت اااه من هذه الكويت لماذا هذا البلد دونما بلاد العالم كلها يهتم بذلك الجنس الآيل الي الانقراض المسمي بالبجا؟؟ حيث يسكن البجا شرق السودان والذي تدعو الكويت الي مؤتمرها لمنحه مليارات الدولارت . هل هذه الدعوة لفعل الخير؟؟ ام لمصلحة وفائدة تجنيها دولة الكويت؟؟ اذا كانت فائدة تجنيها دولة الكويت ماهي تلك الفائدة ؟؟ . مجموعه كبيرة من الاسئلة تدفع الانسان للتفكر وقرائة ظاهر الامور وبواطنها فتتجلي له الحقيقة المخيفة والمفجعه ولا تجد امامك الا لسان الحال ممدوداً اليك بكل وقاحة انه لا يستطيع أحد ان يمتطي ظهرك الا اذا وجده منحنياً.
فلنأتي الي الحقيقة المُرة من جانب حكومة الشمال أولاً الحكومة الشماليين هدفين من هذه الخدعه الكبيرة الهدف الاول الجام افواه أهل المنطقة (أي الشرق) الذين ينذر تيرمومتر صبرهم علي سياسات التهميش بالانفجار واشتعال ثورة بجاوية . أما الهدف الثاني يخدم سياسة التهميش للبجا والتمكين للشماليين في أراضي البجا واحتلالها أيضاً والناظر بتمعن للمشاريع المطروحة بمؤتمر مانحي الكويت سيعلم ان البجا يتم خداعهم وامام أعينهم وللنظر علي سبيل المثال لا الحصر ان رواد مؤتمر المخادعين يقولون انه سيتم تخصيص 450 مليون دولار لأنشاء مصانع للأسمنت بالشرق ومن المصانع المقترح انشاءها مصنع اسمنت دروديب حديث يسر القلب ويبعث الحبور في القلوب الطيبة البجاوية المخدوعه لكن الاكيد انه ولا بجاوي واحد سأل نفسه من سيعمل بهذا المصنع؟؟؟ هل سيعمل أبناء البجا بهذا المصنع ؟؟ أم سيتم اقصاءهم كما تم أقصاء ابناء البجا من التوظيف بالمواصفات والمقاييس ببورتسودان؟؟ . الواضح تماماً انه كالعادة سيأتي ابناء الشماليين ليصبحوا مهندسين وأداريين بهذا المصنع ويتملكوا الأراضي بالمنطقة وسيترك لأبناء البجا مهمة أعداد القهوة والعتالة . وأدعوا بجاوي اخر ان يطرح علي نفسه سؤال اخر أين ستذهب عائدات هذا المصنع؟؟ سأرد عليه بأن لكم في أرياب أسوة حسنة فلا تسألوا عن عائدات هذا المصنع المزمع انشاؤه قبل ان تجيبوا علي أنفسكم أين تذهب عائدات أرياب والموانئ والخطوط البحرية السودانية بل أين انتم من التوظيف في هذه المؤسسات المنشأة علي أرضكم أيها البجا. وما ينطبق علي هذا المشروع ينطبق علي بقية المشاريع الانتاجية التي يدعوا لها مؤتمر المخادعين أما المشاريع الخدمية فهي مشاريع لا تخدم الشماليين فسيصبح حالها مثل رصيفاتها المنضوية تحت لواء صندوق أعمار الشرق .
لنعود الي دولة الكويت ونتبصر في حقيقتها حد الاستغراب أقول ذلك لأن أفعال الشماليين خبرناها وحفظناها وما كانت ان تكون الا بسبب أنحناءنا فأمتطانا الشماليون أما هذه الكويت فان من أمرها العجب العجاب فالامر لا يتوقف علي دولة الكويت وحكومة الشمال انما يدخل في الامر طرف ثالث وهو قبيلة الرشايدة وطرف رابع أيضاً سأتطرق له في حينه . قد يستغرب البعض من تواجد هذا الطرف الثالث هنا لكن علي أرض الواقع فالكويتيون يطلقون علي قبيلة الرشايدة في السودان أبناء عمومتنا ومن هذا المنطلق كان تحرك دولة الكويت لأستغلال علاقة الدم بهذه القبيلة الكبيرة الوافدة الي شرق السودان خير أستغلال لمصلحة دولة الكويت وهذا ما نقرأه في تصريح النائب البرلماني الكويتي مبارك الدويلة لجريدة الوطن الكويتية حيث أفاد الدويلة : (ان هناك نزعة سابقة لدى شرق السودان وقبائل الرشايدة في الحصول على حكم انفصالي عند البعض ولكن من خلال المفاوضات استطعنا ان نقنعهم ان هذه النزعة تضر ولا تنفع وان الحكومة السودانية مصرة على رفض مثل هذه النزعة قطعيا ولكنها وافقت على منحهم ولاية فيها مجالس تشريعية وحكم مجلس ومن خلال هذه الولاية يمكن لهذه القبائل ان تدير امورها وشؤونها الخاصة فيها.. مشيراً الى انه في الفترة الحالية من الصعب ان يكون لهم تمثيل في المجلس الوطني السوداني في البرلمان) *1 . انتهي كلام النائب الكويتي مبارك الدويلة فالواضح من تصريح الدويلة ان الحكومة السودانية قد أعطت الضوء الأخضر لأنشاء ولاية في الشرق يحكمها الرشايدة فقط . هنا تكمن المصلحة الكويتية بأنشاء ولاية في الشرق خاصة بالرشايدة فقط ليس حباً في ابناء عمومتهم الرشايدة لكن دولة تسعي للأستفادة من هذه الولاية المستقطعه من شرق السودان للتخلص من مشكلة أعيت الحكومة الكويتية لسنين كثيرة وهي مشكلة البدون الكويتية (البدون هم من أبناء البادية الرحل من قبائل شمال الجزيرة العربية الذين استقر بهم المقام في الكويت بعد ظهور الحدود السياسية بين دول المنطقة، يضاف إليهم أعداد من النازحين من الشاطئ الشرقي للخليج من عرب وعجم بلاد إيران)*2إذ لا تعترف دولة الكويت بالبدون ولا تقوم بمنحهم الجنسية الكويتية وتمارس مع البدون سياسة الضغط والتهجير وسلب أبسط حقوق المواطنة , والبدون يمثلون مشكلة حقيقية للحكومة الكويتية وتريد التخلص منهم بأي وسيلة لذي أستبشروا خيراً بموافقة الحكومة السودانية بأستقطاع ولاية لأبناء عمومتهم الرشايدة فوجدوا الفرصة سانحة لتهجير ما تبقي من البدون الي ولاية الرشايدة المرتقبة فسارعوا لتبني فكرة مؤتمر مانحي الشرق الذي يوافق هوي الحكومة السودانية التي يسيل لعابها بمجرد ذكر المال أمامها فالحكومة السودانية بعد انفصال الجنوب ستتبني الاتجاه العروبي علي لسان رئيسها البشير وتهجير مايزيد عن المائة وعشرون الف من البدون سيدعم توجهها العروبي هذا , أما نحن البجا فتنطبق علينا مقولة الخنزير العنصري الطيب مصطفي في الجنوبيين (هؤلاء لا يشبهونا في عرق ولا لون ولا ثقافة ولا لغة فلينفصلوا) . لذي لا أجد أي أستغراب من كل تلك المبالغ الضخمة جداً التي وعدت بها الكويت (نصف مليار دولار) وسارعت أيضاً أيران بالالتزام بمبلغ مائتين مليون دولار *3 وأيران هنا هي الطرف الرابع في هذه المعادل العجيبة فالبدون المراد ترحيلهم الي ولاية الرشايدة جزء كبير منهم أيراني الأصل . اما الشرق وأهل الشرق فظهرهم منحني الي حد الاناخة وأتضح أنه قابل للمُطية والردف كمان لمثني وثلاث ولا يستطيع أحد ان يمتطي ظهرك الا اذا وجده منحنياً فمتي نستقيم عن أنحناءتنا هذه أيها البجا
بقلم / الأمين هدلول
----------------------------
الهامش:
*1 http://bani-3abs.net/aa/showthread.php?t=1222
*2 http://kuwaitibedoons.com/nuke/modules.php?name=News&file=article&sid=29
3*http://www.alayam.com/Articles.aspx?aid=53407
No comments:
Post a Comment